" صوت النساء للنساء؛ عبير واكد أنموذجاً "

سارة العجيلي | حضرموت :

 

 

في ظل الحرب، تغير دور الصحفيات وأصبحن يركزن على قضايا السلام وكيفية بنائه وتسليط الضوء على المواضيع التي تخدم السلام سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

 

رغم أن عدد الذكور الصحفيين من ممتهني الصحافة يفوق عدد الإناث، إلا أنه مؤخرا هناك إقبال أكبر على قسم الصحافة والإعلام من الاناث.

 

في اليمن هناك صحفيات تميزن في مجالهن، ومن بينهن؛ عبير واكد؛ إعلامية، عُرفت بعمودها الوردي الأسبوعي في صحيفة الرأي؛ الذي امتلأ بأصوات النساء لا سواهن. حازت عبير على جائزة الوكالة الفرنسية حول أفضل تغطية إعلامية لعام 2020 حول جائحة كوفيد-19.

 

أصبحت مهمة الصحفيات في ظل الحرب توضيح أهمية السلام وأثر ذلك على اختيارهن للمواضيع، فأصبحن يملن للمواضيع التي تناقش الحرب والآثار النفسية التي سببتها. واتجهن لتوعية المجتمع والكتابة عن حال اليمن تحت البند السابع والحرب تدخل عامها السابع.

 

تركز الصحفيات في محافظة حضرموت على المواضيع الثقافية والمجتمعية والفنية وقصص النجاح والسلام.

 

أثرت الحرب على عبير كغيرها، فهي تفكر كما تقول في التخصص في صحافة السلام لتصبح بمثابة الخبير أو الاستشاري في هذا المجال.

اختارت عبير أن تمثل صوت النساء كنوع من الامتنان للقدر كما تقول كونها ترى أنها محظوظة بأن جاءت في عائلة متفهمة وواعية بأهمية عمل المرأة وحقوقها ولم تجعلها تخجل من كونها امرأة، بل دعمتها ومازالت تفعل. تقول “هناك نساء يولدن في عائلات تشعرهن بالخجل من كونهن إناث، وأنهن عبء كبير عليهم لذلك عملت على ان أكون صوتا للنساء ومناصرتهن في هذه المحافظة"

قلم عبير تناول قضايا إنسانية لنساء كن ضحايا اضطهاد أو عنف أسري؛ وقصص أخرى كقصص نجاح ملهمة.

 

وكان آخر ما كتبت عبير عن مهندسة معمارية اسمها ريم، اتجهت من هندسة العمارة الى هندسة التورتات حيث أصبحت تصنع الكيك على هيئة مباني معمارية لعدم توفر وظائف.

في مجال القضايا الإنسانية، ترى عبير أن العمود الوردي الأسبوعي الذي تكتبه منذ2019 إلى 2021 إنجازاً " تحدثت فيه عن قضايا وحلول للمرأة، واستخدمت طريقة فانتازية لكسر القوالب النمطية المعتادة".

 

وتضيف "كانت لصحفيتنا بصمة في المناصرات فقد قامت بحملة حول قضايا النساء المعلقة في المحاكم، وقد تحركت إثرها قضايا كثيرة كانت حبيسة الأدراج".

 

ومثلما يغطي الصحفيون الذكور القضايا الإنسانية، هناك أيضا صحفيات يغطين النزاع وهناك صحفيات نستطيع القول بأنهن متخصصات في النزاع. فقد تغير الوضع الآن عما كان عليه في السابق فالجهود التي تعمل عليها منظمات المجتمع المدني منذ عام 2012 حول المساواة، حقوق الإنسان، التمكين، تمكين المرأة بكافة أنواعه سواء كان سياسياً أو إعلاميا أو اقتصاديا، ومناقشة القرارات والمواثيق الدولية المتعلقة بإشراك النساء، خلقت قبول لدى المجتمع حول هذه المواضيع ونمت الوعي والإدراك لديهم فأصبحوا مؤمنين بإمكانية المرأة وقدرتها وقوتها ومدركين أن هذا حقها.

 

ترى عبير أنها وزميلاتها يتلقين التشجيع من بعض زملائهن الذكور، أما الخوف عليهن فهو خوف متبادل وحميد؛ لأن تغطية النزاعات مجال محفوف بالمخاطر وهناك ضحايا سابقة في هذا الموضوع، وأبرزهم الزميل أديب الجناني رحمه الله. تقول عبير.

 

تتلقى عبير تشجيعاً من النساء حول ما تكتب عن النساء وتصلها العديد من الرسائل والتعليقات المحفزة، فبعض النساء يرين أنهن يجدن أنفسهن في مقالاتها أو أن مقالاتها ساعدتهن على تجاوز أحداث معينة بطريقة ما. كما أنها لا تنكر أنها تتلقى تشجيعاً من الجنس الآخر حول قضايا المرأة التي تتناولها وتلمس أثراً إيجابياً حول ما تكتبه.

 

وعن دافعها في الكتابة، تقول: " كلما أحبطتني الحياة أتذكر هؤلاء النساء، وسعادتي بتعليقاتهن وأعود ضاربةً كل همومي عرض الحائط للمكافحة لأجلهن لأجل كل اللواتي ينتظرن التشجيع والتحفيز من عبير".