قصصي مع صرافي نكبة الشعب !
حديثي عن تلقي عروض مالية مغرية من صرافين قد تختلف فقط من حيث القيمة وطبيعة الطلب المقابل، عن غيري من زملاء آخرين تلقوا عروضا مماثلة، ليس والله من أجل التباهي وادعاء النزاهة والأهمية، وإنما جاء من أجل توضيح مستوى هشاشة وضعف عقليات من يتلاعبون اليوم بعملة البلد وإظهار مدى ضعفهم وأدوات عبثهم بقوت شعبهم مقابل حجم الأموال والامكانيات المالية التي يحققونها على حساب انهيار عملة شعبهم ومعاناته مع المجاعة المتوحشة التي تتربص اليوم بالجميع،
بعد أن وصل الأمر بأحد الصرافين المغمورين من غير المرخصين حتى،للتواصل معي عبر الماسنجر وعرض مبلغ مائة مليون مقابل نشر خبر عن تعيين محافظ جديد حتى يرسله لأصحابه الصرافين بالواتس ويخوفهم كي يبيعوا له مالديهم من مخزون عملة اجنبية خشية التراجع الطبيعي المتوقع بسعر الصرف نتيجة مثل هذا القرار، كون القطاع المصرفي وعمليات البيع والشراء للعملة وتحديد أسعار الصرف تتم اليوم عبر مجموعات واتس آب خاصة بالصرافيين وبارقام تحويلات اغلبها بحسابات شركات ومنشآت وهمية تعمل بالمكشوف. والمهم كنت أظنه يمزح بداية ويحاول الضحك واختبار موقفي، بعد أن عرفني انه صراف. ولذلك حاولت مجاراته لأعرف أكثر عن عقليته وماذا سيفيده الخبر ليدفع مبلغ كهذا وكيف يمكنه ان يسلمني المبلغ وحينها أدركت انه جاد بعد أن سبق له وتعامل مع اخرين من خلال تحديد صراف صديق لي ومعروف معه ليبعث له المبلغ كحوالة باسمي مشروطة بنشري للخبر بموقعي الاخباري وصفحتي وبعد أن أرسل الخبر من رقمي اليه والصراف الوسيط. بعدها بأيام وصلني عرض أحقر من صراف مغمور آخر أيضا بمبلغ مائة ألف ريال سعودي مقابل نشر وتوزيع خبر أرسله هو، عن وديعة سعودية جديدة وصلت للبنك ويمكنني استلامها نقدا من أي صراف أحدده، بمجرد نشر وتوزيع الخبر كما أرسله! وقبله كذلك تواصل معي صراف آخر مشرف بمجموعة صرافيين وعرض علي تقديم اعلانات لموقعي مشروطة بوقف منشوراتي عن الصرافين كونهم ليس السبب بانهيار العملة والتلاعب بقيمتها وإنما البنك المركزي وهم مجرد صرافين يبيعون ويشترون عملة كما هي طبيعته عملهم، وعند استفساره عن علاقته بالصرافيين قال أنه مشرف مجموعتهم ومستعد لاقناعهم بإعلان من كل منهم اذا تعهدت كتابيا لهم بعدم نشر أي منشورات او تصريحات واخبار تضر بمصلحة عملهم،
وحينما سخرت منه وعرف بفشل عرضه عاد بعد أيام وقدم عرض بخمسة مليون من كل صرافي مجموعته ال١٥٠ صراف وبشروطه السابقة بوقف مهاجمة وإنتقاد الصرافين وتوجيه التهمة للبنك المركزي باعتباره الفاشل في القيام بمهامه في ضبط السوق وتنظيم عمل شركات الصرافة وإغلاق المخالفين وغير المرخصين الأكثر بضعفي المرخصين،ورغم اتفاقي معه بفشل البنك وغياب دوره تجاه صرافي نكبة الشعب اليمني الأخطر، إلا أن ذلك لا يعني ان من حق الصرافين التلاعب والمضاربة بالعملة كون ذلك يخالف طبيعة عملهم وشروط التراخيص المفترض منحها لهم. ومن أغرب العروض التي تلقيتها من صرافي الإجرام بحق شعبهم الجائع المنكوب، وكالعادة بآخر الليل، كون أكثر صفقات بيع وشراء الصرافين تتم بساعات الفجر الأولى وبعد الاغلاق وعلى حسب الاخبار والتداولات الإعلامية والسياسية، عرض من صراف بالعمل معه كمستشار خاص لاخباره حصريا وتقديم الاخبار له فقط وإرشاده متى يبيع ويشتري وبمقابل نسبة ٢بالمائة من فوائد كل صفقة ووقف اي كتابة تتعلق بالعمل المصرفي، وعند سؤالي له عن سبب ثقته بي وأنا شخصيا لا أعرفه شخصيا على الإطلاق كحال من سبقوه أيضا،
قال إنه من متابعي صفحتي ومنشوراتي والوحيد الذي يتوقع حدوث تطورات وتحصل فعلا ومنها تغييرات المحافظين واخبار الودائع والمنح والمساعدات المالية وغيرها من تطورات الوضع الاقتصادي والمصرفي ولذلك اغلب الصرافين يثقون بأي خبر مني أو من موقعي مراقبون برس الذي نشر وثائق سرية خساسة تؤكد أن المتلاعبين بالعملة والمضاربين بقيمتها ومن غسلوا الأموال وهربوها هم بنكي الكريمي والتضامن وغيرهما وليس الصرافين، متجاهلا طبعا ان هذه البنوك استخدمت شركات مصرفية في تمرير جرائمها بحق العملة. ومن أسخف العروض المضحكة أيضا، مطالبة صراف لي والله باخباره مسبقا بأي خبر عن تغيير محافظ للبنك المركزي او وديعة او مجلس إدارة، مقابل مائة ألف ريال سعودي، ولا أدري لماذا يتكرر الرقم مائة في عروض هؤلاء الصيارفة المجرمون بحق بلدهم واهلهم وشعبهم والذين لا هم لهم إلا كيفية استمرار مصالحهم الأنانية وارباحهم الاجرامية ولو مات كل الشعب الجائع وذهبت البلاد واقتصادها إلى الجحيم،ولذلك أصريت على فضح بعض أساليبهم الحقيرة وكشف مدى هشاشة وضعهم وسخافة لعبتهم وغباء تصرفاتهم المفضوحة إذا ما وجد اي دور للبنك المركزي وتفعيل لاولويات مهام الدولة ومؤسساتها الرقابية والاشرافية!
#بعض_قصصي_مع_صرافي_نكبة_الشعب_اليمني!
#ماجد_الداعري