وداعآ سلطان القلوب

في الوقت الذي تعيش منطقتنا العربية على صفيح ملتهب بالصراعات المسلحة مشدود بالتجاذبات السياسية المحمومة وتدحرج متسارع لعجلة الاحداث والمتغيرات الجو سياسية

نستفيق اليوم على فاجعة كبيرة تتعدى فداحتها حدود الجغرافيا الضيقة 

11 من يناير 2020 شاهد حي على تهاوي الاقطاب واحدا تلو الآخر 

هل حقا رحل رجل التوازنات ورائد التصالح الاول بالمنطقة ؟؟

وهل فعلا غيب القدر سلطان القلوب ؟؟

لن انعي اليوم السلطان قابوس لشخصه فهذه سنة الله في خلقه وليس بمقدورنا تغيير نواميس هذا الكون ! !

وانما سأتحدث عن رحيل مصفوفة متكاملة من قيم التعايش الانساني وحالة نادرة من السير على مسافة واحدة عجز الاخرون عن تحديد مساراتها وتخطي نتوأتها


نعم رحل السلطان المعظم تاركا خلفه إرثا ثمنيا متجسدا بأمة عمانية عظيمة وسلطنة تستوطن قلوب الامة

ونظام حكم تستلهم منه الاجيال المتعاقبة معاني النأي بالنفس وفق اسس حكيمة دونما افراط او تفريط بالقضايا والهموم المشتركة للامة 


رحلت ايها السلطان لكن حبك ومآثرك الخالدة ستبقى عصية على النسيان 

نم قرير العين فقلوب الشعوب اليوم ترتسم على قبرك اكاليلا من الرضى وباقات لا تذبل من الدعوات الصادقة 


رحم الله السلطان قابوس بن سعيد المعظم .


معد الزكري 

اليمن