عاشت #ثورة_فبراير

عاشت #ثورة_فبراير بعد اندلاعها قرابة السنتين، في تلك المرحلة القصيرة التي أطلق عليها الانتقالية، تلقت اليمن أكبر دعم في تاريخها قدر ب6 مليار دولار وإن كان أكثره في خانة التعهدات. تلك المنح حاولت اصلاح ما خربه نظام صالح كخدمات الغذاء والماء والكهرباء والانترنت وتوفير الوظائف واصلاح الأمن والجيش وتمكين المجتمع المدني والنساء والشباب، وقامت بتسوية سلمية مع النظام السابق بمشاركة المؤتمر في الحكومة ب ٥٠٪، وعقدت حوار وطني وصاغت مسودة للدستور في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، تحالف صالح والنظام السابق وخططوا ونفذوا للانقلاب الذي نعيش تبعاته وحربه للآن! ولأنهم أرادوا القضاء على آخر فرصة لليمن في بناء الدولة المدنية الحديثة، قامت الحرب وتضرر كل اليمنيين وأولهم شباب فبراير فبعضهم بالجبهات وبعضهم تحت الأرض وبعضهم معاق والآخر بالسجون وبعضهم مشرد وبعضهم في الفنادق وفي الحكومة وبين الدسم! وكذلك الحال بالنسبة للمؤتمريين ابتداءا بصالح مرورا بالبركاني وطارق وانتهاءا بلؤي النزاري  والحال نفسه قائم على الاصلاحيين وعلى الحوثيين، وأخيرا امتد للجنوبيين وفصائل حراكه!

كان للحرب في اليمن أن تندلع الحرب تحت أي ظرف وتغيب الثروات والخدمات أيضاً في ظل نظام صالح الهش الذي يآكل ويصارع نفسه، كانت ستندلع لو مات صالح موتة طبيعية، ستندلع لو أراد أحمد علي القضاء على الحوثيين مثلا أو على علي محسن، ستندلع لو قرر الجنوبيين الانفصال بالقوة، وستندلع لو أرادت القاعدة وداعش طلاق عمار صالح وجهازه الاستخباري، وهكذا..


فبراير على الأقل، وفرت لليمن قضية وطنية تحاربون من أجلها، دعكم من شعار مواجهة العدوان فتلك استراتيجية أقصر من صبع الحوثي وتخلو من أي هدف، ودعكم من شعار طارق تحيا الجمهورية اليمنية فتفسير الماء بالماء ضرب من الجنون، ومن فرط بثورة ٢٦ سبتمبر خلال ٣٥ عاما من القبضة المحكمة على الحكم لا يأتي ويبكي على الحليب المراق على الساحل الغربي اليوم، وبطبيعة الحال دعكم من ثورة ثورة يا جنوب ولا أجد كلاما  لوصف تلك المهزلة سوى السكوت والدعاء لهم بالهداية وصلاح الحال وفوق هذا بالذكاء! 


ثورة فبراير قدمت لكم قضية شاملة جامعة هي بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة المواطنة المتساوية، ومن قبل كنتم تتشيعون لصالح قضية الشيخ الفلاني، ورجل الأعمال الفلاني، والمنطقة الفلانية، والقائد الفلاني، كنتم بلا بوصلة، كنتم شواعة المحافل كما حالكم الآن مع الحوثي وطارق والبركاني وعلي محسن وغيرهم، وإلى أن تتخلوا عن تشيعكم، تعالوا نبني دولة وشعب يقول لا في وجه من قالوا نعم لسيدي ولزعيمي وشيخي وقائدي! هل فكرتم بشكل الدولة  أكيد مدنية وحديثة، صح؟! معاكم خيار غير فبرايرية الدولة؟! لا أظن! إذن اتفقنا، سلام ⁦. 


وميض شاكر

مقالات الكاتب