صمت الشمس لايعني اننا لانحتاجها
نحن في الحقيقة لا نستطيع سماع صوت الشمس والسبب في عدم سماعنا صوت الشمس هو عدم انتقال الصوت عبر الفراغ في الفضاء الخارجي ، فتبدو الشمس هادئة جدًا بالنسبة للأرض مع إنها قوة جبارة لا تصدق.
نرى الشمس كرة خاملة من الحرارة البيضاء لأن الصوت لا ينتقل عبر الفضاء، ولو كان هذا ممكنًا، لكان الضجيج في محور نظامنا الشمسي مزعجًا للغاية لن نستطيع تحمله أو حتى إيقافه
ومع كل هذا الصمت إلا أن الشمس طاقة ضوئية تمنحنا الكثير من الحرارة للتدفئة والضوء وتقوم عليها كثير من العمليات الحيوية في حياتنا .
هذا هو حال بعض البشر في حياتنا نحن لانسمع لهم صوتا ولا يصدرون الكثير من الإزعاج في حياتنا وقد يرجع سبب عدم قدرتنا على سماع أصواتهم إلى الفراغ الكبير بيننا وبينهم والمسافات مقارنة ببعض المحيطين بنا الذين يملئون حياتنا جعجعة ولانرى لهم أي طحين .
السبب يعود في ذلك أننا لا نكترث لمن يملئون حياتنا فعليا بالحب والدعم والأمان ولو عن بعد . بينما تغرنا تلك المناظر الخداعة التي يرسمها لنا المقربين ممن يكثرون الضجيج والأقاويل من دون أفعال تذكر . فالإنسان بحالته الطبيعية يظن الأشياء التي في متناوله أو أمامه هي الأقرب أليه ولا يفهم أن قرب الأشياء والناس له لا يعني أنها الأهم والأفضل في حياته .
البعد أحيانا لايعني الجفاء بقدر ماقد يعني الحب والرعاية والاهتمام دون أن يزعجك أو يثقل كاهلك . ربما هو يهتم لأمرك ويمنحك السلام والسكينة ويفكر فيما يسعدك من دون ضجيج وبالعمل لمصلحتك .
لكنك حقيقة لاتشعر بغياب ذلك النوع من الناس عن حياتك إلا عندما تفقد دفء وجودهم وضوئهم الذي كانوا يمنحونه لك فيجعلون حياتك مضائة دافئة ويقفون دائما خلفك دون ان تلمح ظلهم أو حتى أن تسمع صوتهم .
لكن بمجرد غيابهم تصبح حياتك باردة ، معتمة، وشديدة القسوة وتشعر حينها انك وحدك رغم كل الضجيج من حولك . حينها فقط تفهم معنى أن يكون هناك في هذه الحياة إنسان يهتم لك ولو اتسعت بينك وبينه المسافة واختفت لغة الحديث .
تماما كما يفهم سكان الأرض كل ليلة احتياجهم للشمس رغم الصمت الذي يدور بينهم وبينها إلا إن دفئها وضوئها يجعلها أهم المخلوقات في حياتهم، وتعود في صباح اليوم التالي حتى تؤكد لهم أنها مازالت تهتم لهم . والأكيد انه يوما ما سنفقدها جميعا ويصبح من الصعب أن تعود .