العنف ضد المرأة… "نسرين أديب قضيتنا كلنا"

المغدورة نسرين اثناء تكريمها في المدرسة .

نور سريب /الوطن توداي :

أسدل أمس الأحد 19 يناير الستار على قضية طلاق قدمتها امراة عانت طويلا من العنف حيث قررت المحكمة في الجلسة الاخيرة شطب القضية نظرا لمقتل المراة المعنفة التي رفعت القضية للخلاص من المعاناة .

 شهدت عدن في ١٤ يناير/ كانون الثاني جريمة قتل مروعة في شارع التسعين، لخصت مستوى العنف والضرر التي تواجهه النساء في اليمن، ولم تكن الجريمة جديدة لكنها فاقت التصورات حيث أقدم زوج على قتل زوجته المعلمة في الشارع بعد رحلة معاناة طويلة عاشتها الزوجة المغدورة وهي تبحث عن المساعدة من الجهات الأمنية والقضاء في اليمن دون جدوى.

 

حيثيات الجريمة

نسرين اديب 32 عاما، أم لثلاثة أطفال، عاشت سنوات مريرة من التعنيف الجسدي واللفظي من قبل زوجها واعتاد الجيران على سماع صوت انينها واستغاثتها لكونها تسكن في حي شعبي، وكانت الضحية تهرب مرارا من المنزل للاحتماء في بيوت الجيران تارة وبمنزل والدها وقد تفاقم الظلم بعد وفاة والدها وأصبحت الضحية غير قادرة على الاستمرار بهذه الحياة التي تملئها الاعتداءات والتعذيب فقررت التوجه للجهات الامنية وتقديم بلاغ رسمي حول الاعتداءات والضرر الجسدي الذي حل بها ولازال يحاوطها من هذا الزوج ولكن كان التخاذل وعدم الاهتمام هو الرد الرسمي من تلك الجهات بحجة أنها قضية مدنية ويجب ان تتوجه الى المحكمة متجاهلين الاعتداءات واستخدام السلاح والقنابل لتخويف الضحية وشقيقتها ومحاولات القتل المستمرة.

 لم تترد المغدورة نسرين أديب برفع قضية طلاق بسبب الضرر وعلى الرغم من وضوح قضيتها وتوفر الشهود والادلة على العنف والضرر إلا أن القاضي لم يكن منصف بما فيه الكفاية… فقد ذهبت الضحية للمحكمة ولكن القاضي لم يرى العنف والضرب والتهديدات بالقتل سبب كافي لطلب الطلاق للضرر وجعل جلسات المحاكمة طويلة وايد ان الطلاق لابد أن يكون بسبب الكراهية وهو ما يتطلب من الزوجة إعادة المهر للزوج وخلعه وقد وافقت الضحية على ذلك حتى تنهي معاناتها ومعاناة اطفالها .. واستمر الجانب القضائي بالتسويف والمماطلة حتى أقدم الزوج على قتلها بالشارع العام.

* صورة تظهر احد أساليب الترهيب والتهديد الذي واجهته المغدورة نسرين اديب من قبل زوجها .

 

جريمة مشهودة

في صبيحة يوم الثلاثاء 14 يناير/ كانون الثاني تربص الزوج بباص المدرسة الذي يقل الزوجة من منزل والدها إلى المدرسة الخاصة التي تعمل بها، ليفاجأها أمام الطلاب والمارة بإطلاق النار عليها ويرديها قتيلة على الفور وسط ذهول ورعب الطلاب المرافقين لها في باص المدرسة.

وتعد هذه الجريمة البشعة واحدة من اقسى الجرائم المشهودة التي وقعت على مرأى ومسمع العشرات في مدينة عدن.

ناشدت شقيقة المغدورة كل الجهات الأمنية بالقاء القبض على القاتل الذي لا يزال يطلق التهديدات ضدنا".

وقال رئيس مؤسسة الراصد لحقوق الإنسان أنيس الشريك:" جريمة قتل المعلمة نسرين أديب، (رحمها الله)، يمكن ان نصنفها كجريمة خذلان المواطن البسيط الضعيف من جانبنا، ندعو أجهزة الأمن في عدن وكل الأجهزة المعنية ان لا تخذل المعلمة نسرين بعد مقتلها كما خذلتها وهي على قيد الحياة وأن تتبع قاتلها وتسلمه للجهات المختصة حتى ياخذ جزائه، وينال اقسى عقوبة فما أقدم عليه جريمة مست كل المجتمع ولا يجب التهاون فيها قضية نسرين أديب قضيتنا كلنا".

*صورة تظهر القاتل المطلوب امنيا فارس والباص الذي قُتلت فيه المعلمة نسرين .

 

تضامن واسع 

تضامن لكثير من الاعلاميين والاعلاميات والمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان مع المغدورة نسرين مطالبين الجهات الأمنية بسرعة القبض على القاتل وتحقيق العدالة.

ونظم طلاب مدرسة الارتقاء الاهلية حملة تضامن ووقفات احتجاجية واسعة للمطالبة بسرعة القبض على القاتل الهارب ومعاقبته بشدة، وبحسب مصادر امنية فان السلطات الامنية تكثف جهودها للبحث على الزوج القاتل ومستمرة في رصد تحركاته للقبض عليه.