بعد فشلهم في إحتواء الوباء" الحوثيون يتاجرون بأوجاع مرضى الكوليرا

وكالات

انتشر وباء الكوليرا في الآونة الأخيرة في ظل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعديد محافظات، وأصبحت الأوبئة مصدر دخل كبير لهذه الجماعة.
 
وبحسب مصادر طبية، فإن أعداد حالات الإصابة بوباء الكوليرا تزايدت بشكل غير مسبوق في العاصمة صنعاء والمناطق المتبقية تحت سيطرة الحوثيين في ظل تجاهل وتقاعس تام للسلطات الحوثية وقيادة وزارة الصحة بالعاصمة صنعاء.
 
وقالت المصادر  إن غياب الرقابة عن السدود وآبار المياه داخل العاصمة صنعاء، وإهمال تنظيف خزانات مياه الشرب، وعدم اتخاذ السلطات للتدابير الوقائية والاحترازية اللازمة بخصوص سلامة مياه الشرب في تلك الخزانات أحد أهم أسباب عودة الوباء.
 
وأضافت المصادر إن من بين الأسباب، غياب الدور الإشرافي لإدارات المدارس بالعاصمة صنعاء على الجانب الصحي والغذائي في المقاصف المدرسية، والذي أظهر وجود طحالب وأتربة في خزانات مياه الشرب، فضلاً عن الإهمال الذي طال دورات المياه التي تفتقر لأدنى المعايير المتعارف عليها، ولا تخضع لأي اشتراطات، وليست صالحة للاستخدام.
 
وحذرت المصادر من المخاطر التي قد تترتب على استمرار غياب الرقابة على المقاصف والخزانات ودورات المياه وعدم كلورة المياه، وبيع الخضروات للسكان التي تم ريها بمياه المجاري.
 
واعترفت المليشيات الحوثية في صنعاء، بسماحها بري الخضروات من مياه المجاري في المزارع القريبة من محطة المعالجة.
 
وجاء توجيه القيادي الحوثي حمود عُباد المُعين بمنصب أمين العاصمة من قبل المليشيا، الجهات المختصة بمنع دخول الخضار المروية بمياه المجاري كاعتراف علني بمسؤولية المليشيات عن كثير من الأوبئة التي شهدتها اليمن وكانت قد اختفت ومنها الكوليرا.
 
وتضمن توجيه عباد بمنع دخول الخضروات المروية من المجاري أو المياه الراكدة إلى الأمانة حفاظاً على صحة المواطنين سيما في ظل انتشار وباء الكوليرا.
 
ونص توجيه المليشيات الذي أعلنه عباد، أنه لن يتم السماح لوسائل النقل المحملة بالخضار بالمرور من النقاط الأمنية، وسيتم اتخاذ الإجراءات الصارمة بحق مالكي الأسواق المخالفة.
 
وكان نشطاء تداولوا، مؤخراً، مقاطع مصورة تظهر عملية سحب مياه من قنوات المجاري لري المزارع القريبة.
 
وتذهب تسريبات طبية نحو اتهام المليشيات الحوثية باستخدام الأوبئة كورقة للترزق على أبواب المنظمات الدولية، وأيضاً استخدام الأوبئة كسلاح في الخارج وربط هذه الكوارث الصحية بالحرب واستمرارها.
 
وتعد مياه المجاري أحد الحواضن التي تعمل على استزراع أنواع البكتيريا ومنها المسببة للكوليرا.
 
ولفتت إلى أن المليشيات تتخذ من وباء الكوليرا مصدراً لتمويل أنشطتها وبرامجها وبأساليب وطرق كاذبة ومخادعة بمساعدة عدد من المنظمات الدولية العاملة في اليمن والتي تحولت من شريكة مجتمعية إلى ممولة رئيسية لأنشطة المليشيا الحوثية الطائفية.
 
وكشف مكتب الصحة بأمانة العاصمة الخاضع لسيطرة المليشيات، الجمعة، عن وفاة 29 شخصاً بوباء الكوليرا بالأمانة منذ بداية العام 2019م حتى 4 إبريل الجاري.
 
وقال مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالأمانة المعين من قبل الحوثيين، مطهر عباس المروني، في تصريح نقلته وكالة (سبأ) الخاضعة للحوثيين، أن مستشفيات ومراكز أمانة العاصمة المخصصة لمعالجة الكوليرا استقبلت منذ بداية العام الجاري نحو 29 ألفاً و750 حالة مشتبه إصابتها.
 
وأضاف إن الفحوصات المخبرية أظهرت أربعة آلاف و947 حالة سالبة بالفحص السريع (آر دي تي) من إجمالي الحالات المسجلة بكافة مديريات الأمانة.
 
وتحدتث تقارير إخبارية عن قيام منظمة "اليونيسيف" بتمويل برامج الحشد والتعبئة التابعة للمليشيا الحوثية، من خلال إقامة دورات ثقافية لمدراء مكاتب التوجيه والإرشاد بالتنسيق والتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرة المليشيا وإنفاقها أكثر من 200 ألف دولار على برنامج "الحشد والتعبئة" بذريعة التوعية بمخاطر الكوليرا في كل من محافظتي عمران، حجة، ذمار، البيضاء، محافظة صنعاء، أمانة العاصمة.
 
وكانت مليشيا الحوثي قد أنشأت العام الفائت ما تسمى "الهيئة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني"، بهدف السيطرة والرقابة على أنشطة وبرامج المنظمات وكافة المشاريع والمنح المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والتنموية سواءً كانت محلية أو دولية، بالإضافة إلى إنشاء المليشيا عشرات المنظمات التابعة لقياداتها والموالين لها للاستحواذ على هذه المساعدات.