(عشق الجسد والروح بين الفاني والمتفاني)
تصوير / بسمة فارس :
كاتبة العمود / عبير واكد (الوطن توداي ):
وجه شاحب، هالات سوداء، يد خشنة وعلامات اجهاد وارهاق تعتليك ومع ذلك انتي مرتاحة في داخلك نفسيتك هادئة وسريرتك مطمئنة في أجواء هذا الشهر الكريم.
جميعنا نعلم أن رمضان ليس بشهر التأنق والتزين هو شهر عبادة وفروض دينية وطقوس روحانية نمارسها شهر كل عام فنقبل عليه بحرص وننشغل بضيفنا العزيز وطقوسه فننسى أنفسنا.. وجميع بنات جنسي يعلمن كيف يهبط مؤشر الجمال برمضان فكما قلت لكن بمقالتي السابقة أنتن قياديات جبهة رمضان المطبخ، المنزل، الأهل، الأطفال، الصيام والقيام جميعهم ذمة في أرقابكن لذلك لا وقت للجمال والتزين والتأنق.
ومع ذلك نفسيتك مستقرة وسريرتك سعيدة وكل ما ادركك التعب اعطاكي رمضان طاقة وشحنة ايجابية روحانية قدسية للإستمرارية.
فتكملي الطريق برحابة صدر وطوله بال مهملة بذلك زيادة وزنك مع الشهر الكريم ومتناسية بذلك شحوب وجهك وقلة النوم التي تعتريه وأن منظرك العام اصبح باهت لجهادك وقتالك برمضان.
وأكرر مع ذلك انتي سعيدة ومستقرة لست بقلقة على شحوب وجهك ولا على الهالات السوداء التي قد ظهرت تحت عينيك بسبب قلة النوم ولا على زيادة وزنك بسبب تغيير نظام الأكل برمضان ولا على شعرك الذي قد تنشغلي عن تمشيطه يوم كامل.
لم تسألي نفسك لما أنا سعيدة برمضان؟
بكل بساطة لأنك تتعاملي مع رب العالمين
صلاتك، صيامك، قيامك،صدقتك، زكاتك، عبادتك وخلوتك تحتاج إلى روح خاشعة لتقبل لا تحتاج إلى جسد رشيق ومنمق ولا وجه مبالغ به بالتجميل لأننا جميعا على علم بأن الله ينظر إلى قلوبنا وافئدتنا وما بداخل صدورنا ولا ينظر إلى أجسادنا واشكالنا بل إلى أعمالنا..!
في حياتنا الواقعية قد تكوني تبلين بلاءا حسنا ولكن يتم تصنيفك على حسب لونك، شكلك، جسدك ووجهك لذلك جرت العادة أن نغرق انفسنا بمواد التجميل والتخسيس فمعيار الحكم قد اختلف في هذه الحياة البائسة...!!
أكتب لكن لأخبركن بأن عشق الجسد فاني وعشق الروح متفاني، اختاري من يتعاملك معك بالروح لا بالجسد .. اختاري من يدرك أن روحك هي من تزهر بداخلك دائما لا جسدك الذي قد يمر بعوامل تعرية، وقتها ستجدين تلك السعادة والإستقرار والطمأنينة التي تجديها في رمضان.
اترك لكن بريدي لإستقبل ارائكم حول مقالات العمود الوردي أو اي مقترح لموضوع المقالة القادمة.
أو على بريد صحيفة الوطن توداي:
قبلاتي/ عبير واكد .
