"سهى الشيباني" قصة الطابخة اليمنية الشهيرة التي اكتشف الجميع أنها (رجل)
كشف شاب يمني غادر مؤخرا العاصمة المصرية القاهرة إلى مدينة مدريد الاسبانية عن تفاصيل مثيرة بخصوص طباخة يمنية شهيرة عٌرفت على مواقع التواصل الاجتماعية الفيس بوك لسنوات في مصر على أنها امراة ليكتشف الجميع لاحقا أنها رجل .
غادر امين تاكي اليمن قبل سنوات من اليوم برفقة زوجته ليستقر به الحال في العاصمة المصرية القاهرة وهناك اعلن عبر صفحة على الفيس بوك انطلاق عمل الطباخة سهى الشيباني.
ولم يكن لسهى الشيباني وجود على ارض الواقع ، وفي الحقيقة كان امين تاكي هو المتقمص لدور هذه المرأة .
وقضى "تاكي" لاكثر من 3 سنوات يتقمص دور الطباخة الشهيرة .
وبعد مغادرته لمصر قرر تاكي ان يكاشف جميع زبائنه بحقيقة الأمر بل ذهب إلى ابعد من ذلك وبدأ بنشر عدد من الحلقات التي تحكي تجربته.
وهذه احدى حلقات "تاكي" مع زبائنه:
بالعودة لأيام مطبخ سهى الشيباني ، وبعد ثلاثة اشهر من العمل كان لي زبائن كثير من كافة الطبقات ، ومن بينهم دكتور يمني في مستشفى مصري كبير. كان احد العملاء الدائمين ، والفارغين عاطفياً كالآخرين تماماً.
كانت وجبته اليومية (ربع دجاجة مع الرز ، نفر عصيد ، شفوت) وكان يمتدح الاكل في الواتس اب كل يوم. وكالآخرين يرغب بالتعرف على سهى ، كان "ثقيل دم" لدرجة انني لا افتح الواتس ليوم او يومين بسبب الكم الهائل من رسائله.
كان يخبرني عن حياته الشخصية هكذا من دون سبب ، يرغب بإقامة علاقة "حب" مع سهى مهما كلفه الامر ، ورغم إنشغالي بالطبخ وتوصيل الطلبات ، إلا انه لايريد ان يفهم ان "سهى" مشغولة ، بل يريدها ان تترك كل شيء وتتحدث معه.!
كنت اضع له العصيد في "حرضة" وفي اليوم التالي حين اقوم بتوصيل وجبة الغداء له ، اقوم بأخذ حرضة اليوم السابق ، كان يضع فيها قات مطحون ، ويخبرني على واتس أب انه وضع في الحرضة قات ويريد ان يتأكد ان امين لم يأخذه ، كنت انفجر من الضحك لتلك النكتة الباردة.
في الايام الاولى لمعرفتي به ، لم اخبر ام العيال عنه لرغبتي بإقناعها انني احبها وألبي لها رغبتها بشراء القات ، كنا "نخزن" انا وام العيال وحين تسألني من اين تشتري القات؟ كنت اقول لها من الجرحى الذين اتوا من اليمن.
في إحدى الايام قال لي بأن لديه "دبة" عسل كبيرة ، وسوف يمنحني "قارورة" منها. كان عسل ممتاز بكل حق ، وبعد اسبوعين اعطاني قارورة اخرى ، بينما القات كان يضعه في الحرضة كل يوم ، وكأنه ممول.
احببت انا شخصياً هذا الدكتور، تطورت العلاقة ، وعرض عليّ مبلغ مالي كبير لدعم مشروع المطعم. وقال لي حرفياً : انه لايريد هذا المال ، ولايريد شيء بالمقابل. كل هذا وام العيال لاتعلم بأمره ، لكني حين اخبرتها لم تُبدِ أي ردة فعل سيئة ، بل قالت لي : هل شاهدتَ يوماً فيلم (عصابة حمادة وتوتو) لعادل إمام؟ فكانت إجابتي بالنفي.
سهرنا تلك الليلة لمشاهدة الفيلم ، ضحكنا ورفعنا سقف احلامنا ومخططاتنا ، واخبرتها عن كل شيء وعن رغبتي بسحب شهادات الاطفال من المدرسة بمبلغ مالي ، فكانت تضحك بشكل هستيري ، وقالت لي : لا استطيع تخيُل مصدر الشيطنة هذه انها منك ، كيف تفكر يا "زقوه".
وياترى كيف سيفعل هذا الشخص إذا إكتشف ان سهى هي انت ، وانه يقول لها اتمنى ان لايعرف امين شيء عن مصدر القات والعسل والمال ، وحبي لك.
وهو بنفسه يعرض عليك المال ولم يرى حتى شكل سهى ، هذا إما مجنون ، وإما عنده فلوس كثير ومش عارف اين يضعها. وانه مختلف تماماً عن باقي الاشخاص الذي نعرفهم. كانت تضحك مثل الثمين.
في يوم عيد الأم اخذتُ إجازة عن العمل ، واعتذرت للزبائن عبر منشور على الصفحة. كنت اعتذر للزبائن في معظم الاحيان حينما كانت تساعدني في الطبخ ، كانت تُفسد الطبخات اقسم بالله ، واضطر الى رمي القدور بما فيها من فوق النار الى الارض من شدة الغضب.
افسدَت طبخات خاصة لعملاء يدفعوا بالدولار ، وكانت تقول لي في معظم الايام : هذا عملك وحقك وانت إتصرف بنفسك.! كنت اتعب جداً جداً ، وهي تغط في نوم عميق.
على كل حال ، قبل عيد الأم بأيام كنت قد اشتريت هدية عبر الانترنت ، طقم ساعات. نسائية لها ، ورجالية لي. لكن موعد التوصيل تأخر عن اليوم المحدد. فما كان أمامي سوى "الدكتور".
قلت له ان عيد الام اليوم ولن اطبخ للزبائن لان اطفالي يريدون الاحتفال بي ، لكن سأطبخ لك مع اكل العيال ، واليوم إجازة امين لكني سأجبره على توصيل الاكل لك وسأعطيه مبلغ مكافئة.
طبختُ انا الغداء لي وللأطفال وامهم كالعادة ، واخذت غداء الدكتور وخرجتُ من الببت. كانت ام العيال "زعلانة" مني لأنني غير مهتم بعيد الام. وحين عدتُ للبيت كنت قد اشتريت لها باقة ورد ، وكان معي في غرفتي عطر عود ثمين من عطور عبدالصمد القرشي ، كنت قد اخذته من حسوني ، كان قد اخذه من صديق ثالث.
بينما كانت هدية الدكتور التي في "كيس الحرضة" خاتم ذهب وعلبة بخور وقات. قدمتُ لها تلك الاشياء كلها وقلت لها هذه هدية عيد الأم ياحبيبتي ، واقمنا لها حفلة كبيرة انا والاطفال. كنت الاحظ التغيير الجميل في عيونها وملامحها وتصرفاتها معي ، وكم احتقر هذه المشاعر المتقلبة.
هذا الدكتور اقسم على سحب كل ممتلكاته التي في اليمن لو وافقت سهى على الزواج منه ، قال انه يملك من المال مايكفي لبناء مستشفى ، لكنني لم ارى تعاطفه مع ابناء بلدته الذين يموتون من الجوع في اليمن.
هذا الشخص افسد عملي بالمبالغ السخية التي كان يضعها في الحرضة بين الحين والآخر ، يشتري القات بمبالغ خيالية ، بينما بعض الجرحى في مصر لا يلتفت لهم ، وكأنه وامثاله في كوكب آخر.
كثير من الاشخاص رغِبوا بالتقرب من سهى بالمال ، ليس تعاطف إنساني ، إنما للوصول الى شيء في نفوسهم ، وكنت اقوم بأخذ منهم ما اريد دون ان اعطيهم مايريدون.
لكن الدكتور كان ثقيل دم وعاشق ولهان ويريد رؤية سهى حتى لو من بعيد ، فأخبرتها بذلك ، والتقينا في بهارات النجمة في الدقي وكنتُ بجوار ام العيال ، كنت ارى نظرات الدكتور على الخاتم الذي بإصبع ام العيال ، وكأنه يقول لها ان الخاتم جميل.
لم افكر ان اجعلها تتركه في البيت ، كنت خائف ان تكتشف أن الخاتم ليس مني ، لكن الدكتور كان خجول ، القى التحية برفع حواجبه من بعيد ، وقال لها "أكلِك طيب ولذيذ" يسلموا الأيادي.
في نفس الليلة عرض على "سهى" الزواج في الواتس أب ، وأمرها بالتوقف عن العمل ، وانه سيدفع لها فوائد عملها دون ان تعمل ، لكنني لم اوافق. وحين رأى إصراري على العمل ، قام بطبع كروت للمطبخ.
في معظم الايام كان يطبخ في بيته ، واقوم انا بتوصيل الطلب بالعكس ، من بيته الى بيتي ويلزمني على تناول طبخه الغريب ، كي ابدي رأيي بما يفعل.
عرض على سهى مبلغ عشرين الف دولار دون مقابل ، ولايريد استعادته. كنت اقول له مثل قول عادل إمام لسعيد صالح في فيلم "رجب فوق صفيح ساخن" ما بلااااش ، لكنه كان يجبرني على الموافقة.
حاولت مماطلته في الموافقة على قبول العرض ، لسبب انه يصعب علينا السفر مباشرة بسبب دراسة الاطفال وإستحالة سحب شهائدهم من المدرسة.
كنت غاضب من ام العيال لانها اجبرتني على تسجيل الاطفال في المدرسة ، اضاعت علينا الكثير من الفرص للخروج من مصر جميعاً. وفي تلك الايام إقترب جواز سفرها على الإنتهاء ، وهذه كانت بداية الكارثة ...يتبع