الالغام الحوثية بصمة قاتلة في ربوع الوطن ...

الطفل منير : امنيتي ان تعود حياتي كما كانت قبل انفجار اللغم

الطفل منير وهو في المستشفى

خاص / نور سريب :

هكذا بدأ الحديث وهو يتألم جسديا و نفسيا قال : " امنيتي ان تعود حياتي كما كانت قبل انفجار اللغم، واتمنى ارجع اجري  "،  الطفل منير علي قاسم البالغ من العمر اثنا عشر عام ، مضت اربعه اعوام من عمره في جوف الحرب .. منير يحمل هما عميق استوطن جسده منذ عشرة اشهر من اللحظة الاولى التي اصبح فيها ضحيه للغمٍ حوثي  في ارضٍ زراعية بمنطقة الدنين بين مديريتي الخوخة وحيس .

 

ملف الحديدة وانعدام السلام فيها

الحديدة التي تعد احدى اهم المدن الساحلية اليمنية ، تلك المدنية التي تشغل حيزا كبيرا من مخرجات مشاورات السلام اليمنية التي انعقدت في السويد ،لا يعرف اهلها السلام حتى اللحظة تشهد المدن المستقرة موجات نزوح كبيرة للمدنيين الهاربين من ويلات الحرب وعلى مدى اربعة اعوام ، يحصد الشعب ثما الحرب السامة ليرتفع تعداد القتلى  و الجرحى و الاسرى و المخفيين قسرا ، وكان للأطفال نصيب كبير من جملة احداث الحرب  ونتائجها فقد اصبحوا وقود الحرب بقصد او بدونه ، استغلت المليشيا الانقلابية سيطرتها على مختلف المدن والقرى الواقعة في شمال البلاد و التي تمكن منها الجهل على مدى عقود من الزمن وقامت على تجنيد العديد من الاطفال وتسييرهم الى جبهات القتال المشتعلة في الساحل الغربي حاليا ، ولم ينجو الاطفال في المناطق التي مرت ميليشيا الحوثي منها ايضا كونها تركت لهم هدايا قيمة من مختلف انوع الالغام التي حتى اللحظة تحصد ارواح الاطفال و يحيى الناجون منها بتعاسة بالغة .

 

ابتسامة من القلب و بصمة قاتلة 

يبتسم منير رغم الآلام التي يكابدها طوال فترة رقوده لتلقي العلاج في الغرفة رقم 310 بالدور الثالث في مستشفى النقيب بالعاصمة المؤقتة عدن و يتمنى ان تعود حياته طبيعية كما كانت ، لازال يحلم بالركض مجددا مثل الاطفال الاخرين ،واذا ما زرته يوما ستجده يقرأ قصص الاطفال، و يغمض عينيه ليحلم أن يعود للمشي على قدميه وينتزع الالم الذي يشاركه حياته بسبب ذلك اللغم الغادر  الذي خلفه الانقلاب الحوثي، تلك الالغام لن تستثني خطوات السلام ، وما ان تنتهي الحرب سيذهل العالم بمقدار الارث التي سيتركه الانقلابين من الالغام هدية للشعب ، وبموجب احصائيات 2018م بلغ عدد الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن خلال 3 سنوات قرابة مليون لغم كان ضحاياها من المدنيين هي بمثابة بصمة حوثية قاتلة وعلى الرغم من ارتفاع اعداد الضحايا و الدمار الا ان مليشيا الحوثي مستمرة في غرس الالغام حتى انها اصبحت جزء اساسي من وسائل قتالها في اليمن .