"365 يوم"... حملة حقوقية نوعية في عدن لمناهضة العنف
كون العنف الذي تتعرض له النساء مستمر على الرغم من القوانين التي تعاني ضعف في التنفيذ، أطلقت حملة "365 يوم" من الفعاليات والأنشطة في مدينة عدن اليمنية، لتسلط الضوء على عدة محاور مهمة في ملف العنف.
أطلقت مؤسسة سلام لمجتمعات مستدامة "PASS" حملة نوعية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، في مدينة عدن باليمن، بعنوان "365 يوم معاً نحو عام كامل لمناهضة العنف ضد المرأة".
في مدينة عدن في اليمن، أطلق مؤسسة "PASS"، أمس الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر، بالشراكة مع مؤسسة مظلة التنموية حملة بعنوان "365 يوم معاً نحو عام كامل لمناهضة العنف ضد المرأة"، على غرار حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة التي تطلقها الأمم المتحدة كل عام، ولكن بشكل مختلف ستتضمن فعاليات طوال العام، كما ستشهد الحملة تصعيداً مستمراً.
وعن هذا الحدث قالت رئيسة المؤسسة بهية السقاف "اليوم نحن حاضرين لتدشين فعاليات 365 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث استبدلت مؤسسة "PASS" فعاليات 16 يوم بحملة هي عبارة عن 365 يوم من الفعاليات والأنشطة وإبداعات شباب مدينة عدن بالشراكة مع العديد من الفاعلين على المستوى الوطني والدولي، لأننا ندرك أنه لا يجب أن يغلق هذا الملف طوال العام بل يجب علينا كنساء ومدافعات ومنظمات نسوية ومجتمع مدني بشكل عام أن نتحدث طوال العام عن الانتهاكات التي تتعرض فيها النساء للعنف".
وأضافت "قُدمت اليوم العديد من الأوراق التي استعرضت تجارب نساء إقليم شمال وشرق سوريا والعراق والسودان واليمن، وما تتعرض له النساء في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بمختلف توجهاتهن ومعتقداتهم وأفكارهم وانتماءاتهن القومية والطائفية والدينية، هذه الانتهاكات ترقى لمستوى جرائم حرب"، موضحةً أن "حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على منطقتنا العربية مع جماعات دينية متطرفة، ازهقت أرواح ما يزيد عن خمسة وأربعين ألف شخص في غزة 70% منها نساء وأطفال، هذه الانتهاكات يجب أن يكون لنا فيها وقفة لذلك جاءت فكرة 365 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، نحن لا نريد أن ننحصر في حملة الـ 16 يوم فقط لنتكلم فيها عن العنف ضد النساء وبعد ذلك نغلق الملف".
كما استضافت الحملة مدافعات عن حقوق الإنسان للحديث عن قضايا النساء من سوريا ولبنان والسودان، حيث تطرق المحور الأول لقضايا التنمية والسياسات البديلة الذي قدمته خبيرة النوع الاجتماعي نعمات كوكو من السودان، فيما قدمت المحور الثاني رئيسة لجنة المرأة في رابطة نيروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان من لبنان وتحدثت عن تداعيات الهجمات الإسرائيلية على اللبنانيات والعنف الجسدي والنفسي الذي أنتجته الحرب على النساء.
بينما تحدثت عن المحور الثالث المدافعة عن حقوق الإنسان مستشارة أبحاث اليمن في مؤسسة الامتثال للحقوق العالمية نهى العريقي من اليمن التي سلطت الضوء على التحديات التي تواجه المرأة اليمنية ونضالها المستمر لنيل حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية.
أما المحور الأخير فكان حول واقع تجربة المرأة الكردية، حيث شاركت فيه المنسقة العامة لتحالف ندى الإقليمي بشرى علي من سوريا، واستعرضت الانتهاكات التي تعرضت لها الكرديات في كل من تركيا وإيران وسوريا والعراق متمثلةً بالقتل والاعتقالات والتهجير القسري للعوائل والاستهداف المستمر من قبل الدولة التركية لمختلف المناطق ذات الغالبية الكردية خاصة في سوريا والعراق، والدفع بالمرتزقة التابعين لها لاستهداف الكرد.
كما استعرضت تجربة الإيزيديات في الدفاع عن أنفسهن وتجرية الكرديات في إقليم شمال وشرق سوريا ودورهن في بناء المؤسسات وتحقيق العدالة والمساواة في مناطقهن.
وخلال فعالية اليوم المفتوح تم عرض مشاركات الشباب والشابات في أربع محاور فنية هي القصة القصيرة والتصوير والتصميم الغرافيكي والرسم، وقد خضع المشاركين لتقييم لجنة مختصة مكونة من أربعة أعضاء.
وحول عمل لجنة التحكيم قالت خولة اليماني المديرة الإدارية لمؤسسة "أكون" للحقوق والحريات وعضوة لجنة التحكيم للأعمال الفنية المشاركة في فعالية اليوم المفتوح "شاركت كعضوة في لجنة التحكيم، كان التحدي ملحوظ في كافة الأعمال الفنية المقدمة لمناهضة العنف ضد النساء، جميعها حملت رسائل عميقة، سعيدة أن هناك أشخاص وجهات تنظم فعاليات وتتيح الفرصة للشابات والشباب لمشاركة إبداعاتهم وأفكارهم وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تطال النساء في بلادنا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لذلك يجب أن نتعاون لرفع الوعي بأهمية مساندة النساء ورفض العنف بكافة أشكاله".
وفي خطاب تدشين حملة "365 يوم" أشارت بهية السقاف إلى المخاطر والضرر الكبير الذي يتبع حملات التحريض والتشويه والتشهير بالعاملين في المجتمع المدني خاصة النساء، لافتةً إلى أهمية التضامن مع الضحايا ومساندتهن، حيث ستولي حملة 365 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي اهتمامها لمساندة النساء ومناصرتهن.
وبحسب بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة فإن وضع النساء والفتيات في اليمن "صعبٌ للغاية"، حيث أضاف الصراع طبقات من الضعف الذي تعاني منه النساء والفتيات وزاد من حدة عدم المساواة القائمة بين الجنسين، ففي عام 2017، صُنِّف اليمن في ذيل القائمة لمؤشر الفجوة بين الجنسين (144 من أصل 144 دولة).