كورونا يغّيب الروائي التشيلي لويس سيبولفيدا
بعدما نجى من سجون بينوشيه، وصمد سنوات في المنفى، توفي الكاتب التشيلي الأكثر مبيعاً لويس سيبولفيدا عن 71 عاماً، متأثراً بفيروس كورونا.
أمضى الكاتب ستّة أسابيع في أحد مستشفيات مدينة أوفييدو شمال غرب اسبانيا، بعد عودته من مهرجان أدبي في البرتغال. وقد أصيبت زوجته الشاعرة كارمن يانيز بالمرض أيضاً، وما زالت تخضع للعلاج.
نال سيبولفيدا شهرةً حول العالم، بعد نشر روايته "العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية" عام 1988(صدرت بالعربية عن دار الآداب، عام 1993). تستند الرواية إلى أسابيع أقام خلالها في غابات الأمازون من الجهة الاكوادورية، خلال السبعينيات، واختبر خلالها الحياة مع قبائل من السكان الأصليين المعروفين بالشوار.
يحكي الكتاب عن انتهاكات واعتداءات السوّاح، والصيادين، والمنقبين عن الذهب على الغابات المطيرة، والإخلال بتوازن الطبيعة. ترجمت الرواية إلى 35 لغة حول العالم، ونقلت إلى فيلم من إخراج الأمريكي ريتشارد درايفوس (2001).
نشاط سياسي حتى النهاية
إلى جانب أعماله الروائية المترجمة إلى لغات عدّة، ومنها بالعربية "مذكرات قاتل عاطفي"، طبعت حياة الكاتب والسينمائي بنشاطه السياسي الغزير في بلاده.
ولد سيبولفيدا عام 1949 في كنف أم تعمل في مجال التمريض، وأب منتمٍ إلى الحزب الشيوعي التشيلي. بدأ نشاطه السياسي في سنّ مبكرة، خلال دراسته الانتاج المسرحي في الجامعة.
خلال حكم سلفادور أليندي الاشتراكي للتشيلي، كان لويس سيبولفيدا من بين القادة الطلابيين، وتولى دور قسم الشؤون الثقافية.
بعد انقلاب أوغستو بينوشيه عام 1973، كان الكاتب من بين الناشطين والمفكرين اليساريين البارزين الذين دخلوا السجن وتعرضوا للتعذيب.
أمضى سيبلوفيدا سنوات في السجن، ثمّ في الإقامة الجبرية، ثمّ فرّ وعاش متخفياً، إلى أن قبض عليه وحكم عليه بالسجن من جديد لمدة 28 عاماً. بعد جهود من منظمة العفو الدولية، أفرج عنه، ونفي إلى خارج البلاد.
القطيعة مع الواقعية السحرية
تحوّل منفى الكاتب إلى سلسلة من الأسفار والرحلات في عدد من البلدان الأوروبية، وفي أميركا اللاتينية.
عاش لفترة في ألمانيا، حيث عمل مع منظمة السلام الأخضر قبل أن يستقرّ في اسبانيا عام 1997، ويجدد علاقته بزوجته كارمن يانيز التي كانت قد ارتبط بها في التشيلي قبل الانقلاب.
يانيز بدورها سجنت من قبل نظام بينوشيه ثمّ نالت اللجوء في السويد، قبل أن تلتحق بزوجها في اسبانيا. وقد أنجب الثنائي خمسة أولاد.
إلى جانب الكتابة، أخرج سيبولفيدا الأفلام وكتب سيناريوهات، وكتباً للأطفال. وفي رثائه، نقل عدد من قرائه حزنهم على مواقع التواصل، وكتبوا عن تأثرهم بكتابات صاحب "قصة طائر النورس والقط الذي علمه الطيران".
يرى بعض النقاد أن سيبولفيدا تأثّر بغابريال غارسيا ماركيز في بداياته، لكنّ كتاباته مع الوقت شكّلت جزءاً من التيار الأدبي الذي عرف بجيل القطيعة مع الواقعية السحرية.