رغم التحديات تواصل منيرة عملها كعارضة أزياء باليمن

نور سريب / وكالة انباء المرأة :

بخطى ثابتة تمضي إحدى الفتيات في تحقيق أحلامها واثبات ذاتها وعلى الرغم من أن العمل كعارضة أزياء في بلد محافظ تحكمه العادات والتقاليد الصعبة لا يعد بالأمر السهل إلا انها وفي وقت قصير أصبحت منيرة فيصل اسم لامع في عالم الأزياء بالعاصمة المؤقتة عدن.

عارضة الأزياء منيرة فيصل مزيج بين ثقافة مدينة عدن التي نشأت في كنفها وجذورها المتشبعة بالأصالة الحضرمية، محبة للموسيقى وعلى غرار اختياراتها المرفوضة من البيئة المحيطة قررت حرف مجال دراستها من دراسة نظام الثانوية النظامية إلى دراسة الثانوية الفنية والالتحاق بمعهد جميل غانم لدراسة الموسيقى دون الاستماع للأصوات الرافضة لذلك.

وتحدثت لوكالتنا وكالة أنباء المرأة قائلةً "بدايتي في مجال الفن تحديداً كعارضة أزياء كانت في مهرجان التراث والشعوب الدولي 2020 عندما ارتديت الزّي التقليدي الكيني، ومن بعد ذلك الظهور تواصلن معي مالكات مراكز التجميل لكي أعرض أعمالهم فتملكني شعور بخوض تجربة العرض؛ لأنه منذ أن كنت طفلة تمنيت أن أصبح عارضة فقلت بنفسي ولما لا أحقق أمنيتي فقبلت بالعروض وبدأت بالعمل كعارضة". 

وعن أول عرض قالت "أول عرض حصلت عليه كان من مالكة مركز تجميل ومن بعدها تدفقت إلي العروض وأخر عرض حصلت عليه كان مقدم من مصورّة وحالياً أعمل على مسلسل كوميدي سيتم عرضه في رمضان 2021".

وعن التحديات الكبيرة التي واجهتها تبين "لا يمكن أن أخفي عنكم أن منيرة التي ترونها اليوم لم تكن في ليلة وضحاها هكذا، هي نتاج تضحيات قدمتها في الماضي القريب حتى تصبح ما عليه الآن، منيرة التي ترونها اليوم واجهت تحديات سواء كانت من البيئة المحيطة لها أو من فئة معينة من المجتمع الرافض لفكرة أن تكون المرأة عارضة، ولا ينتقد عمل الرجل بمثل هذه المهن على العكس يتم التشجيع والإطراء وهذا عكس ما اقابله، ففي إحدى المرات تم مهاجمتي بالشتم والسب والقذف وتم تهديدي بالقتل في حال واصلت عملي كعارضة ففكرت لفترة بالتوقف خوفاً على حياتي، إلا أنني لم استسلم وواصلت مسيرتي بالعمل الذي طالما أحببته منذ الصغر، والذي لا يعطى مهنة العارضة الأهمية التي يعطها لبعض المهن، يجب أن تتغير نظرة المجتمع لهذا المجال كون العارض يساعد الجمهور على معرفة الخدمة والجودة التي يقدمها مالك المشروع".

وحول أحلامها قالت "أحلم كباقي فتيات اليمن بأن تنتهي الحرب ويعود الأمان والاستقرار إلى اليمن السعيد وأن أكمل دراستي في بلادي وسط أهلي وأحبائي وأن أحصل على فرص أكبر لكي أتوسع بالعمل بمجالي الذي أحبه، ومن المهم أن أشير إلى أن وضع النساء حالياً أحسن بكثير من السابق وهذا بسبب الفرص التي أتيحت للنساء  من خلال الجمعيات النسوية التي ساعدت على رفع مستوى الوعي لدى المرأة وتشجيعها لممارسة كافة أعمالها بكل حرية".

واختتمت منيرة فيصل حديثها بتوجيه رسالة إلى نساء بلدها "أريد ان أخاطب نساء بلادي المتعبة من الحرب من خلال وكالتكن، يا نساء بلادي يجب عليكن أن تعتمدن على أنفسكن وتحققن ذاتكن وحلمكن مهما كان صغير أو كبير وأن تكن فخورات بأنفسكن وأن تعشن حياتكن وتستمتعن فيها بكل شغف وحب".