عاملات يمنيات دون معاش تقاعدي في الدورة الـ80 للجنة السيداو

نور سريب / الوطن توداي :

تستمر النساء في العمل تحت كل المتغيرات والظروف منهن نساء يخدمن البلد بشكل مباشر ويعد عملهن أساسي كون خدماتهن لا يمكن الاستغناء عنها لعظمتها، هن بطلات المشهد المتأصل في الأذهان، تجدهن يرتدين زي رسمي مشهور بلونه البرتقالي الفاتح تارة والغامق احيانا تعكس ملامحهن شدة التعب، هن عاملات النظافة اللاتي يتواجدن لساعات طويلة في الشوارع والمتنزهات والأماكن العامة، يَقُمن بتأدية عملهن الشاق يلتقطن المخلفات التي يرميها الاخرون، لا غرابة في الأمر إذا وجدت العاملة مسنة، حتى تقدمها في العمر وزيادة سنوات الخدمة لن يعفيها من العمل لساعات عديدة طيلة النهار، جهد يستحق أجر مادي كبير ومعنوي لا حدود له، ولكن الواقع جعل من تلك النساء عرضة للتعب دون مقابل مالي مجزي ودون حقوق تذكر وبصمت قانوني مخزي.

لقانون العمل اليمني رؤية مشوشة أنتجت ظلما كبيرا وضع ثقله على الفقراء فزادهم تعبا وفقرا، افترس التمييز القانون حتى جعله يتنصل عن واجباته تجاه شريحة كبيرة من الفئات الكادحة والعاملة في قطاع النظافة. وقد شهدت العاصمة عدن في نوفمبر من عام 2019م مظاهرات ووقفات احتجاجية عدة شاركت بها عاملات النظافة للمطالبة بحقوقهن إلى جانب زملائهن العمال المتضررين من تجاهل قانون العمل اليمني لهم ولحقوقهم.

لم يغفل تقرير الظل الذي أعدته عدد من المنظمات غير الحكومية حول مستوى تنفيذ اتفاقية إزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة "السيداو" في اليمن عن ذكر معاناة النساء العاملات في قطاع النظافة، حيث أشار التقرير في المادة التي تضمنت الحديث عن الاقتصاد إن نساء الاقلية المهمشة يعملن بعقود موسمية كعاملات نظافة ليل نهار، رغم أن قانون العمل يمنع تشغيل النساء ليلا إلا في وظائف محددة، وتمتد سنوات العمل لسنين، وفي المقابل لا يتمتعن بإجازات أو معاش تقاعدي وترفض الحكومة ضمهن إلى الخدمة المدنية".

واوصى التقرير بتعديل قانون العمل لمعالجة التمييز في الأجور والحوافز، التوظيف، التدريب والتأهيل والترقية، إلحاق عمال وعاملات النظافة في كوادر الخدمة المدنية وحماية عاملات المنازل من الاستغلال بتعديل قانون العمل.

ولم يقتصر الضرر على عاملات النظافة، فقد تسببت الحرب بحدوث ضرر اقتصادي كبير انعكس على النساء العاملات في مجال الزراعة وفي الريف حيث تراجع النشاط الزراعي وفقدن 40 ٪ من الأراضي بسبب النزوح والتهجير القسري في المناطق القريبة من المواجهات المسلحة.

كما ساهمت الحرب في زيادة حاجة النساء الريفيات للعمل مما جعلهن عرضة للاستغلال حيث اصبحن النساء النازحات عاملات في المزارع المتواجدة في محيط المدن التي نزحوا اليها مقابل اجر زهيد يتراوح ما بين ( 500- 1000ريال يمني) مقابل العمل طيلة اليوم اي ما يساوي دولار امريكي وأقل من الدولار في حال استمرت العملة الوطنية في الانهيار.

ولم تسلم نساء القطاع الخاص مالكات المشاريع الصغيرة من الضرر حيث يواجهن صعوبة كبيرة في الاستدامة وذلك بسبب الانهيار المستمر للعملة الوطنية "الريال اليمني" مقابل العملات الاجنبية التي تتحكم بأسعار السلع والمنتجات المتنوعة، وقد شمل التقرير توصيات لدعم النساء رائدات الاعمال حيث حمل توصيات بأهمية تصميم وتنفيذ برامج وتسهيلات للنساء رائدات الاعمال والمشاريع الصغيرة للتشجيع على الاقتراض ورفع مهارات الثقافة المالية والاستثمار لديهن.

#YemenCEDAW

#CEDAW80

#CEDAW80thSession