السلام .. جنينٌ سقط في شهره الرابع

خاص _ إسماعيل الفائق


( 1)

(نريد العيش في سلام.. العالم بحاجه للسلام..السلام ضروريٌ لكل المجتمعات..لن ينجح اي تقدمٍ بدون سلام..عملية السلام مهمه جداً..السلام أمنية الجميع..ابنائنا لن يكبروا في واقع ليس فيه سلام..بدون سلام لا حياة..الأمم المتحدة تدعوا للسلام..الأمن والسلم الدوليين..السلام المجتمعي..مجتمع مسالم.متعايش..السلام..والسلام..والأمن والتعايش..)


عباراتٌ وجمل تردّدُ بكرةً وعشياً ، والجميع يتغنى بها ، ويدعو لها وإليها..

السلام والأمن الدوليين ، والذيَن ظلّا عُقدةَ سحرٍ لم يستطع أحدٌ فكَْهُمَا ، وكما يقال لدينا..فلا يفكُّ السحر الأ من وضعه..!!

السلام ؛؛

كلمةً مكونةً من أربعة أحرفٍ ، تكرّر منهما اثنان..

إن أتينا لتعريفها واقعاً ، بعيداً عن المصطلحات اللغوية والعلمية ، والمعتنَقة من قِبَل علماء اللغة والبحوث..

فألِفُها الأولى ألم ، ولامُها الاولى لهيب ، وسينُها سقر ، ولامُها الثانية ليتَها لم تكن ، وألِفُها الأخرى..فهي الأخرى لا تكاد تكون أنيناً ليليّاً أو حتى ذات صباح ، وميمُها الميمونة مُرَّهٌ مريرةٌ بطعمها ومذاقها..

هكذا أصبح السلام لدينا ، وهذا هو تعريفه ومعناه الذي عشناه ورأيناه ..

(2)

السلام ،،

الذي كان وما يزالُ حلماً يطال مُخيّلة الجميع ، وظلّ الجميع يبحث عنه في ظلّ إبتعادٍ كاملٍ عن قواعده وأواصرة التي تنبثق من جواهرية الإسلام الحنيف..

السلام..،،

طائرٌ غرّد مِن على غصنٍ فوق شجرة درٍّ وياقوت ، ليأتي اليوم سهمٌ ثاقب_مصنوعٌ منها_مسموم النهاية ، ذي مطلَعٍ بهيٍ يُغري الناظر ، ويأسر الخاطر ،  يفتِك به في لحظة ما كان هذا الطائر يتأهب لالتقاط صورةٍ أماميةٍ وهو على هذا الغصن فرحاً..!!

(3)

عملية السلام الواردة..،،

والتي طُلِبَ منا التوقيع على اتفاقية ٍ تقضي بالتنازل عن السلام ، في حالَ أصابة شيءٌ وهو في غرفة العمليات الجراحية ، بين يدي جراحيّ الأمم المتحدة ، والتي لا تفتؤ تقتلُ السلام فينا حتى نكون حرضاً أو نكون من الهالكين..!!

الأمم المتحدة بثقلها الكامل ، وبكل معاول هدمها البناءّة ، التي تدعوا للسلام على مختلف الأصعدة ، وتعمل على بتر وبثِّ روح التعاون والتعايش في أوساط المجتمعات والدول النامية ، لا تكّل ولا تمِلّ عن بذل الجهود الرامية لإحلال السلام الذي ترضاه وتراه مناسباً ، بحسب معايير الجودة الشاملة ، وظوابطها التي تسري داخل ازقتها..!!

نعم..

فالمجتمعات التي تبحث عن السلام ولو كلفها ذلك أن تشتريه بقطعها الذهبيه وأوراقها النقدية ، هي نفسها المجتمعات التي تبحث عن شركات الاستثمار النفطي والطاقة المتجدده..!!

من ناحيةٍ أخرى وربمّا تكون الأكثر واقعيةً وحقيقة..

وهي أنّ المجتمعات التي تزخرُ بالعديد من المزايا الظاهرية والخفية ، والتي جعلتها محلّ أطماع جراحيّ الأمم المتحدة وعمليات السلام والتعايش الدوليين ، هي الأكثر عُرضةً ودخولاً للعنايات المركزة التابعة لدعاة السلام ورعاته..،،

(4)

فاليمن بشماله وجنوبه الغنيُّ بالثروات النفطية والمعدنية ، وكذا الطاقة المتجددة ، والتي ما أُفصِح عنها إلا بتسريباتٍ لخبراء عدّة في هذا المجال..هو بدورة يتوه في زقازيق السلام ويلعب الغميضة معه منذ سنين..!!

ليبيا كذلك هي الأخرى.. 

من الدول الاقتصادية الكبرى في مجال الطاقة والنفط الخام والمعادن ، ما برِحت تغرق في محيطات الحرب ، وبحار الفتنة والاقتتال ، وكغيرها فهذا كله بحثاً عن السلام.. !!

العراق وسوريا..

رُقعتان نفطاويتان ، ما تحتهما أغزرُ وأكثر مما فوقهما ، وهذا ما جعلهما محطّ أنظار وإهتمام رعاة السلام ودعاته ، ولا جديد في الميدان فهما غارقتان في لج بحرٍ يترآى لهما أن شاطئه سلامٌ أبدي..؛؛

مصر والسودان..

حكاية غنى وبذخٍ زراعيٍ وحيوانيٍ لا نظير له ،

هما أيضاً بحثا عن السلام يوماً ، وهاهم يطأون جثث بعضهم حتى اليوم..

هذه هي الحكاية..وهذا هو سرّها..!!

بإختصار..

السلام جنينٌ عربيٌ ، من أبٍ يهوديٌ ، سقط في شهره الرابع ، ما زال الجميع ينتظر خروجه متأهبين متلهفين أمام سرداب الأمم المتحدة حتى ينتهي أصغرهم ..*


وما خفيَ كان أعظم..!!!


 #إسماعيل الفائق..

مقالات الكاتب