التنمر الإلكتروني تتصاعد حدته عندما تكون الضحية امرأة
أصبحت الكلمات تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة لواقع أثرها الإيجابي أو السلبي على الأفراد والجماعات ومع ازدياد الأثر السلبي ظهر مصطلح التنمر الالكتروني للسطح.
يُعرف التنمر باللغة العربية حسب معجم المعاني بأنه سوء الخلق والتشبه بالنمر في طبعه وشراسته، وهو يعرف بعلم النفس بكونه سلوك عدواني ضد الآخر، مثلاً عند قيام شخص ما بسلوك عدواني تجاه من هو أصغر أو أقل قوة منه كإيذائه أو تخويفه أو شتمه وإجباره على فعل ما لا يريد ، و يتسبب في عدم الراحة لشخص آخر، سواء كان ذلك السلوك جسدياً أو لغوياً بالكلمات أو أي أفعال أخرى، مع عجز الشخص الذي يتعرض للتنمر عن الدفاع عن نفسه.
واضيفت صفة إلكتروني لكونه يتم باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على مواقع التواصل الإجتماعي ، ومنصات المراسلة ، ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة.
إعلاميات واجهن التنمر
الصحفية سماح الذبحاني قالت عن التنمر : " تجربتي الأولى مع التنمر الإلكتروني من مدة قصيرة تعرضت لموجة عالية من التنمر السيئ لاحظت منه بدرجة أولى انعدام الأخلاقيات عند الاختلاف في وجهات النظر كوني نشرت في حسابي الشخصي رأي لي حول حملة وانقسمت الآراء في المجتمع اليمني ما بين مؤيد بنسبة بسيطة جداً ومعارض بنسبة عالية جداً ، وتمثل رأي الأغلبية بالرأي المعارض ، فأنا كنت مع الفئة المعارضة للحملة كونها الرأي الواقعي والصريح ، وناقشت الموضوع بحيادية تامة كوني إعلامية ، إلا أني اصطدمت بتيار المتنمرين ، والأبشع من ذلك أن من بين المتنمرين نساء وفتيات تنمرن بطريقة مؤسفة تعاكس وتنافي أنوثة وحياء المرأة تماماً برغم أن الرأي كان واقعي جداً".
وتضيف:" برأيي الدافع للتنمر يكون نابع من حقد تجاه المتنمر عليه ببساطة كونه يتمتع بشعبية تحيطه بكل احترام ، وحياة إيجابية وناجحة في ممارسة حياته اليومية والشخصية، فأنا بطبيعتي دئماً عندما أواجه المتنمر أترك له المجال الواسع للتنمر لكي يعبر عن أخلاقه وعدائيته التي لن تنقص من قيمتي ومكانتي شيء ، والتي تذكرني بكل الأشياء الرائعة التي أمتلكها ، والأكيد أن المتنمرون لا يعلمون أنها هذه هي المعادلة بالنسبة لي".
ووفق أبحاث تم الإشارة لها في تقرير الأمم المتحدة إلى أن التنمر القائم على المظهر يعد أحد أكثر جوانب إساءة الاستخدام شيوعاً على الأنترنت وخارجه.
بيانات صادمة
وعن تجربتها قالت الإعلامية سمية سمير " أواجه التنمر بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة نشاطي وعملي الإعلامي وأسلوبي الخاص بي ، وأحد التجارب ايضاً عندما قمت بنشر صور التقطتها لي صديقة مصورة بجلسة تصوير ترويجية لعملها ، ما إن نشرتها في إحدى الجروبات النسوية حتى بدأت التعليقات المتنمرة على شكلي وملامحي تظهر بشكل ملفت متجاهلين كل شيء ، ولكوني إعلامية لم اعط للمتنمرين أي اهتمام ، وكانت هنالك تعليقات إيجابية كثيرة ايضاً أسعدتني ، وأنا برأيي أن المتنمرين أشخاص سينين لا يقدرون أثر الكلمة ، وعنصرين يعتقدون أن تنمرهم على الآخرين سيجعلهم الأفضل".
وقالت عن الأسلوب المناسب للتعامل مع المتنمرين: يجب أن نردع المتنمرين خاصة من يتصيدون للنساء ويهاجموهن بشكل لا أخلاقي، ويتوجب علينا عدم المشاركة في أي حملة تهين وتقلل وتسيء لأي إنسان ، يجب أن نعزز مبادئ الاختلاف الطبيعي ونرفض إلحاق الضرر النفسي بالآخرين لون البشرة وملامح الوجه واختلاف الآراء ليس جريمة وعار التنمر على أي إنسان والسخرية منه".
وأشارت نتيجة الاستطلاع الذي أجرته مجلة فاين لاين " FineLine Magazine" الذي استهدف النساء اليمنيات العاملات في قطاع الإعلام والمدافعات عن حقوق الإنسان أن التنمر الإلكتروني يتصاعد حدثه عندما يكون المستهدف امرأة حيث يتعرضن العاملات في مجال الإعلام والدفاع عن حقوق الإنسان لحملات تشهير وإساءة وسخرية وتهديدات بشكل منظم من قبل حسابات تكون غير معروفة المصدر.
وللتنمر أدوات عدة منها مستخدمي الحسابات. الوهمية ما يطلق عليهم "ذباب الكتروني" هؤلاء الحسابات تساهم في شن الحملات على الضحايا المستهدفين من خلال تشويه سمعتهم ونشر المعلومات الزائفة عنهم وأيضاً ترويج الخطابات العنصرية.
وجاء في تقرير لمؤسسة ( Ditch the Label ) أن هناك ما يقارب 5 ملايين حالة من حالات كراهية النساء على تويتر وحده، وقد وجد اثنان وخمسون بالمئة من إساءات كره النساء المسجلة قد كتبت بواسطة نساء، وغالباً ما استهدفت المظهر والذكاء للنساء الأخريات.
ملاحظة: هذه المادة الإعلامية خاصة بمجلة (FINE LINE) النسوية "الخط الرفيع" وقد تم إعادة نشرها وفقًا لمذكرة تفاهم بين صحيفة الوطن توداي ومؤسسة أكون للحقوق والحريات.