الصين: جدل بسبب زرع أدمغة بشرية في رأس قرود

متابعات


عندما قام العلماء الصينيون بزرع جينات بشرية في رؤوس القرود، في نهاية آذار/مارس الفائت، كانوا يأملون في فهمٍ أفضل لكيفية تطور الدماغ الإنساني. غير أن العملية لم تمرّ مرور الكرام، وأثارت جدلاً أخلاقياً، لا في الصين وحدها، إنما حول العالم.


ورأى البعض في هذا النوع من العمليات "تشويشاً ومزجاً للحد الفاصل بين الإنسان والحيوان"، والحجج في هذا الصدد كانت فلسفية-أخلاقية.

من جهتهم، قال العلماء الصينيون آنذاك إن عمليات من هذا النوع من شأنها أن تزوّد العلم بمزيد من التفاصيل عن تطور الدماغ البشري، ما يعني أنه في حالة تأخره، أو عدم تطورّه وبلوغه كما يجب، قد يتوصل الطب إلى إدراك الأسباب.

بقول آخر، إن الطب قد يجد علاجاً لمرض مثل التوحد على سبيل المثال، وغيره بطبيعة الحال، في حال نجاح اختبارات الزرع.

الغاية لا تبرر الوسيلة

يقول النقاد – وبينهم أحد العلماء الذين عملوا على اختبار الزرع – إن التجربة جنونية بعض الشيء، ويضيفون أن المكاسب العلمية لا تبرر خلق قرود قد تصبح يوماً ما بذكاء الإنسان.

ويرى مارتن ستينر، الباحث العلمي في جامعة كاليفورنيا، وأحد المشاركين في البحث والاختبار "من وجهة نظر أخلاقية لا يجب القيام بهذه البحوث".

وقال ستينر ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته معه شبكة "إن بي سي" الأميركية، وهو يعي جيداً أن حجة المؤيدين لعملية الزرع تختصر بالتالي: زرع الأدمغة البشرية في رؤوس السعادين تمثل الأمل الأكبر لفك شيفرة الدماغ البشري وفهم أمراضه".


ولكن ستينر يقول إنه عندما شارك في الاختبار لم يكن قد أنهى الجدل القائم في رأسه، حول أخلاقية عمليات من هذا النوع، وإنه كان متردداً في ذلك الوقت.

ويضيف ستينر أنه عندما تلقى رسالة تفيد بنجاح التجربة التي أجريت على خمسة قرود، أجاب بتهنئة هو الأخير، ولكنه نادم عليها الآن.

وتقول المصادر الطبية إن القرود في حالة جيدة حتى الساعة.

اختبارات أخرى في الصين
وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قد ذكرت في كانون الثاني/يناير الفائت أن علماء صينيين استنسخوا عدة قرود من آخر معدل جينيا للمساعدة في إجراء أبحاث عن اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية التي لها صلة بمشكلات النوم والاكتئاب ومرض الزهايمر.