الحقيقة اصابها الزيف والنفاق

#الحقيقة_أصابها_الزيف_والنفاق

قد لا يكون قلمي هو الأول وبالطبع ليس الأخير الذي يحاول أن يستنهض الضمير الجنوبي من غفوته التي طالت .. ولكن لكل قلم مجاله وأسلوبه وأرجو أن لا أتجاوز حدود مجالي المسموح به وأن لا يكون أسلوبي فيه ما يكدر بعض الخواطر لأنني قد ترردت طويلاً في كتابة ذلك وكنت دائماً ولازلت أنأى بنفسي شخصياً عن أي إنحياز لأي طرف جنوبي ضد آخر .. ولكن يبدو أنه لابد وأن نملأ أقلامنا حبراً ونترك لها الفرصة لتحاول تقويم الإعوجاج الذي يحدث لطريق نضالاتنا التي بذلت خلالها أرواحاً طاهرة أملاً في تحقيق الهدف الأسمى لنا كجنوبيين على إختلاف آرائنا وأساليبنا في التعبير عن ذلك .


يحز في النفس كثيراً ويغلبنا الإحساس بالأسى لما آل إليه حال من يسموا أنفسهم مناضلين ورفاق درب النضال والثورة التحررية من شقاق وخلاف وهلع وتسابق لتحقيق منجزات شخصية بعدت كثيراً عن الطريق الصحيح لها كما كان متفق عليه وقد لاتكون كلها حباً بها ولكن نكاية بالطرف الآخر .. 


وأصبح بذلك إن وصل طرفاً منهم إلى درجة محددة قارب فيها من الإنجاز والنجاح وقف الطرف الآخر له في طريقه كحجر عثرة يعيق تقدمه .


مشككاً مخوناً مصغياً لما يقوله فيه أعداءه ومستعينا لذلك بالتلفيق والفضائح والدخول في العلاقات الخاصة والحريات الشخصية للأفراد ولا يستنكف أن يمر في طريقه ليدخل في الأعراض ناسياً أن عرض أخيه هو عرضه وإن أخطأ طرف وجب على الطرف الآخر ستره وعدم إستغلال الزلات كذنوب لاتغتفر أو على الأقل نصحه بالتي هي أحسن .


وانتم جميعا في هذه الدوامة التي رميتم أنفسكم فيها نسيتم أن عدوكم أدهى منكم وأخبث  وأحقد كثيراً وأنه يمتلك من الإمكانيات مالا تمتلكون دهاءً ومالاً وأدوات تأتي له بالأعوان من ضعاف النفوس وضعاف الإمكانيات وبرغم هذه المواصفات عجز عن مواجهتكم في الجبهات لكنه يطعن بعضكم ببعضكم ويترك لكم مهمة الإجهاز عليكم جميعاً .


ولم يكتفي وصل بخبثه إلى بيوتكم ونشر سمومه بين أولادكم وبناتكم ونسائكم وأصبحت الشوارع والحواري والأركان والمطاعم والملاهي ومحلات الإنترنت والألعاب والأسواق ومقايل القات  للجنسين تعج بأبنائكم وبناتكم بين متعاطي ومروج وليس ذلك فقط بل وماهو أخطر وأبشع من ذلك فالكل يعلم مايدور بين الشباب من ممارسات لا أخلاقية (اللواط) و( الدعارة)  المصاحبة لانتشار تعاطي المخدرات . 


هذا الوحل لاتتجاهلوه ولا تحاولوا دفن رؤوسكم في الرمل حتى لاترونه فهو أمامكم في كل وقت وفي كل مكان وأنتم على إطلاع بكل خفاياه .ورمال الخلافات السياسية والمناكفات لن تعفيكم من المسؤولية كما لن تخلصكم من عاره الذي قارب أن يلتصق بالثوب الجنوبي فهو قد أخذ بالإنتشار في معظم محافظات الجنوب وتوسع ملعبه حتى تجاوز أسوار مدارس أطفالكم ولا أبالغ ان طلبت منكم جميعاً بإتخاذ إجراءات التأكد من ذلك من أولادكم وبناتكم . 


أنتم هنا وهم يعبثون في بيوتكم بأولادكم وبناتكم وأطفالكم ونسائكم .. 

الحقيقة دائماً مؤلمة لكنها إن لم تكن كذلك أصابها الزيف والنفاق ..

تحياتي لمن بقي نظيفاً لم تلوثه تلك الأوحال ..


سعاد علوي 

12/3/2019

مقالات الكاتب