أصوات النساء المنسية في حضرموت

ناهد بلعلا :

 

مع تزايد الدعوات لعملية السلام في اليمن، تسعى المرأة اليمنية جاهدة للمشاركة بفاعلية في صنع السلام عبر مختلف الأساليب، ومنها "المناظرات النسوية" التي ظلت من الوسائل الأقل حظًا بين غيرها رغم قدرتها على إبراز دور النساء في هذا المسار.

 

تجسد المشاركة في بناء السلام خطوة استباقية ذات أهمية، وتعد المناظرات أحد وسائلها المتاحة للتعبير عن رؤيتها للسلام.

مؤسسة الأمل الثقافية الاجتماعية النسوية، بالتعاون مع مؤسسة سلام وبناء ومشاركة شباب الأحزاب في محافظة حضرموت، أقامت مناظرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، حول "دور المرأة في نشر السلام" في 8 مارس/آذار 2022.

 

تشير الباحثة السياسية، مدينة عدلان، إلى أهمية المناظرات في تسليط الضوء على قدرات النساء وإبراز مشاركتهن في جوانب مختلفة من الحياة، بدءًا من السلم المجتمعي إلى المجالات الاقتصادية والاجتماعية.

هذه المناظرات تساهم في إيصال صوت المرأة للمؤسسات المحلية والدولية المعنية بالسلام، حد تعبيرها.

وتؤكد عدلان على دور مكتب المبعوث الأممي الخاص باليمن في تسليط الضوء على أنشطة النساء في المجتمع المدني والحركات النسوية، ما يساعد في رسم مسار السلام بالمناطق المتأثرة بالصراع.

 

ضعف المناظرات النسوية في حضرموت

رغم دور منظمات المجتمع المدني في تمكين المرأة بحضرموت، إلا أن عدلان ترى أن المناظرات النسوية ما زالت قليلة جدًا، "نُظمت فعالية واحدة فقط تتعلق بالسلام، مما يعكس ضعف اهتمام هذه المنظمات بإبراز دور المرأة في السلام."

وأضافت، "تتركز هذه الفعاليات أكثر في مناطق أخرى مثل عدن وتعز بسبب قلة اهتمام المنظمات الدولية بإقامة مثل هذه الفعاليات في محافظة حضرموت."

في هذه المحافظة المترامية، شرقي البلاد، أُقيمت مناظرة وحيدة قبل ما يزيد عن عامين ونصف، شاركت فيها أربع فتيات وشابان من خلفيات سياسية ومجتمعية متنوعة، وأدارها رئيس مؤسسة سلام وبناء محمد صالح الكثيري، وسط تفاعل أكثر من سبعين شابًا وشابة من مختلف التوجهات، نُشرت تفاصيلها على صحيفة "الأيام" الصادرة من مدينة عدن، والشبكات الاجتماعية.

 

تعزيز الوعي بمشاركة المرأة

ترى الباحثة المجتمعية، أميرة بازاهر، أن للمناظرات تأثيرًا كبيرًا على عملية السلام، خاصة في حضرموت، حيث تُوفر منصة مفتوحة للحوار بين الأطراف المختلفة، مما يعزز التفاهم ويقلل من سوء الفهم. 

وقالت بازاهر في حديثها لمنصة هودج "تسهم المناظرات أيضًا في تحفيز الحلول السلمية وبناء الثقة بين الأطراف، حيث تُتيح للأطراف المتنازعة فهم مخاوف بعضها البعض في بيئة من الاحترام المتبادل، مما يدعم جهود المصالحة".

وأشارت إلى أن المناظرات تساعد في تعزيز الوعي بأهمية مشاركة المرأة في عملية السلام، وتُسهم في إشراك المجتمع المحلي، مما يزيد من دعمه لأي اتفاقية سلام يتم التوصل إليها.

 

تأثير المناظرات على المستوى الشخصي

تضيف بازاهر، التي شاركت في الفعالية 2022، أن المناظرة ساهمت في تعزيز مهاراتها الفكرية والاجتماعية، مما عزز من شخصيتها بشكل إيجابي، حيث طورت لديها مهارات التفكير النقدي، والتواصل، والخطابة، والثقة بالنفس، وإدارة التوتر، وتوسيع مداركها المعرفية.

 

توضح الناشطة المجتمعية سارة بامهدي أن للمناظرات النسوية أهمية كبيرة في تعزيز وعي المرأة بحقوقها وقدرتها على الوصول إلى مراكز صنع القرار، فضلًا عن رفع مستواها اللغوي والفكري.

وتؤكد على أهمية الدورات التدريبية في مجالات المناظرات والتفاوض، لدعم المرأة في التعبير عن قضاياها والمساهمة بفعالية في عملية السلام، مما يجعل صوتها مؤثرًا وفاعلًا في المجتمع.

 

وتضم محافظة حضرموت 50 منظمة نسوية من بين 629 منظمة مجتمع مدني، وفقًا لمدير إدارة الجمعيات والاتحادات بمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في ساحل حضرموت، وضاح باقطيان.

 

نُشرت هذه المادة في منصة هودج، صحيفة الوطن توداي تعيد نشرها بناء على مذكرة تفاهم مشتركة تتعلق بنشر المواد الصحفية التي يتم إعدادها في إطار مشروع "يمانيات".